والمراد من
الحشر إلى الله فى مثل هذا مما جاء فى القرآن الكريم ، أن الإنسان فى ذلك اليوم
الذي يحشر فيه الناس يستقبل ما يلاقيه من الله جزاء عمله ، لا يشغله عنه شىء ،
فيكون بذلك راجعا عن كل شىء فيه إلى الله ، محشورا مع سائر الناس.
أما الإنسان فى
هذه الدار فقد يغفل عن الله وينسى هيبته وجلاله ، وعظمته وسلطانه ، لاشتغاله بدفع
المكاره عن نفسه ، وجلب اللذات والرغائب لها.
وإذا كان هذا
مصير كل حى مهما كان سبب موته أو قتله ، فالاشتغال بذكر سبب المصير ومبدئه لا يفيد
، وإنما الذي يجدر بالعاقل هو الاهتمام بالمستقبل والاستعداد له ، والعمل لما به
الفوز والسعادة فيه.
اللين فى
المعاملة : الرفق والتلطف فيها ، والفظ : الخشن الشّرس الأخلاق الجافي فى المعاشرة
فى القول والفعل ، والغليظ : القاسي الذي لا يتأثر قلبه من شىء ، وانفضّ القوم :
تفرقوا كما قال : «وَإِذا
رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها» والمشاورة : من قولك شرت العسل إذا اجتنيتها
واستخرجتها من موضعها ، والمراد بالأمر سياسة الأمة فى الحرب والسلم والخوف إلى
نحو ذلك من المصالح لدنيوية ، والتوكل : إظهار العجز والاعتماد على غيرك والاكتفاء
به فى فعل ما تحتاج إليه.